2012-01-26

جسد بلا جهات



تلمستَ خطوكَ يحث ُالظلمة َ
في جسدِ السماءِ الواسع ِ
وخلدتَ للعنادِ في جسدِها
تكلمُ عبقها
بشفتين من جوع
وتصالحُ أصابعَها الخضراءَ
بمديّة ساكنة
تحركُها سفنُ خدر تائهة
وأخطاؤكَ الكبيرة ُ
تترصدُ صوتَها الخفيضَ
بأغنية لغيابات تعمي ثقب السماء فيها .
ترتبُ كفيها ووهجَ نيرانِهَا
وطاولتِكَ اليتيمةِ
لتحلمَ لكَ بقصيدة
وحيرة غائرة في عظامِكَ
كمسمارِ ابليس في بابِ الجنة ِ
تجولُ كهنديّ صحّرته الأساطيرُ
وحرائقُ خيمِهِ
تفيقُ العطشَ في تعاويذِهِ السرية ِ
وتكـفنُـكَ رائحتُها
ثلاثة َشهور قمرية
أنها رائحة ُالخذلانِ
تَنَـفَسْها عميقاً
وصلّي لجسدكَ ألا يضيقَ بكَ
البردُ و وأقدامُكَ الخربة
صلّي للطرقِ والبحارِ
لتظلَ تعرفُ جنوبَهَا
وأنتَ تخلعُ جلدَكَ على مشبكِ الغرفةِ 
وتغادر.
شمسٌ تضحكُ للأنسِ والأنهارِ هنا
ونجومٌ خابية ٌفي جيوب طفل هناك
كلُّ البوصلات ِ
تضِلُ كرنفالاتِها ... ها هنا
جهاتُ جسدِها قاتمة ٌ
بخوفِكَ
وتشعُ لهذياناتِكَ المخمورةِ .
" كلُّ النهاياتِ تنبتُ كبيرة ً
وتنامُ على فراش ضيق للماضي "
هَمَسَتْها وفَرَتْ للعتمة ِ
إذ أولُ البحرِ يهدهدُ لها الخطواتِ ،
ويرتشفُ فساتينَها السوداءَ ، وقهوة ًلا تحبُها .
سيوجعُها نشيدُ الصفصافةِ ، ممسوسة ًبالريحِ
والعواصفِ المهدورةِ ،
وتغني أغنية ًدافئة ًبطعمِ  يديكَ
وتنكشفُ
كالهدوءِ
كالمطرِ
على جسد بلا جهات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق