أحصى أقدامه عندما رَحَلتْه
مدينةٌ تجثو كالمرارة الأولى
والجثة الأخيرة
وبعض احتراق شاركه ريشه الطيني القديم
كلّل ثغره وميضٌ
خاطب أجداده النائمين بماء المسلات الخريفية
تهجّد كرسيه الخشبي قدّام بوابة مكسورة
المداخل وملعونة المخارج
فاعتلى أسماله وصحبه ومسّى على
الشوك يطويه وكل الأيادي
تصفح عنه نجسه الغريب
فقد لمّته الأرض بعباءتها الطهر
إلّاها ....مدينة
خذيه....
قايضي جدائله بوضوء وطفل يحترف
البلوغ على أكتاف المقابر والنساء
عاجليه ببكاء
واسم ينبت من مسام البحر
يرحل ...
وتبقى أحرف ملح على جدران موشومة
بالخوف والانطفاء
متى يصرخ ؟؟
يا دليل الحائرين والمنتشين بدماء النجمات على صدر الصمت
أين يذهب ؟؟
يا منارة الخاوين على عروشك معاندين عويلك
يرقصون وشتاءات عشق تفترشهم
وطِئته ولا سعف يغطي رأسه الفارغة
تراب ينيمه فيقيح تراباً
اليوم ....
سيّج أجداده وبضع آلهة جرداء الخلود وعالماً سفليَ الجوع
وسِفر أبيه الأوحد وأمه ترشّ الدار بحليب جفّ فخاطت
ليلها وأثداءها وأجنتها وحلمه بسواد
ولم ينسَ شناشيل عشيقات تحجب العيون فتنسلّ عطور
الشراشف تلفّ لذّته وعنوستهنّ القادمة
جلب المدينة كلها على ظهره وأجلسها معهم
عاتبهم طويلاً
وزّع عليهم نهاراته خَثِرَة ً
وعَمَاه مقسطاً
ومنحهم أمنية أخيرة ونبيذاً أخيراً
وفتح قلبه وكتبه وكفيه
وقبراً صغيراً
فنام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق