2011-09-10

حلم يقتات حلماً ....و( الكنطرة ) بعيدة


لروحك هادي :

هل من الشائك أن نحلم ؟
ان نمارس لهجة الزرازير متقنة الفيء؟
ألا تعلم ؟؟
كنا نتقافز حفاة الأقدام والدرابين 
نجرب التراب استنشاقا ؛
والحجارات السبعة فن الركض خلف الريح
تعوّذنا الجدات لا مرئيات العمر ؛ بقوافل 
قرمزية من البخور والأدعية مزورة الصلاحية 
لكننا أشداء البنية والعزلة 
لم ترحمنا التعاويذ والنذور ومهرجانات التبتل 
احتلمنا لأبواب الجيران 
نطرقها ولا نترك الأكف تغلمنا 
وابن الحي.....بغدادي صغير يجاهر 
بعصافيره الرقطاء 
ليطّير قفصه معها 
يتأكد خلو الشارع الخلفي 
من شبابيك عالية بستائر مخرمة 
تحرمه سر الطيران مغادراً 
وتفتح له مغارات نساء الحي الجذلات برائحة الزبيب المعتق 
يدهنّ جروحهن بالهيل 
وينتظرن أن تتناسل غيماً منتفضاً
وصوراً مزججة بالموت
 والأمس 
يحتفرنّ الهزائم مع وشم الحاجب 
ويدللن أصابعهن باخضرار بارود أخرس 
يلفع ما آت من صهيل شيب ؛ يخطئ أعمارهن 
ويجلد آخر شرشف ببياض الكفن 
كنا نركض ...نركض كالحنطة تحت الشمس 
مستعجلين صفرة همجية تذر بقيتنا 
لجحيم الأسئلة المبتورة :
تكلمني وأكلمك ...من يتقاسم غرفنا السرية معنا ؟؟
يسمع ويرى ويغضب ويتوعد 
ويهجو ما نرسم من خرائط أجسادنا الهزيلة 
وينتظرنا نخطئ صلواتنا الممشوقة بأغلظ الإيمان 
فيرسل محابر القطران 
يخط حدودنا القادمة مع الفوز العظيم
ثم تدور فينا أحلام ورقية 
تشعلها آخر مدينة 
مدينة على مقاس روح  
أفرّ منها  
وتحتضنها 
أعود إليها 
وتقتلعها 
و نحتربها معاً
نتساءل ما أكثر قواديها يا ليل البغي ؟؟
ألا تعلم ؟؟
لا أعرف الدرابين والمسافة بين الشبابيك الواطئة وجرف الرقص 
لم أهزم المشي بتقليد الريح والحفي 
ولم تغسلني جدتي المنسية بزيت القبل وأضرحة الوحشة 
كان حلماً أني أحلم 
و( كنطرة ) بعيدة تومئ ثكلى 
تلملم كل ظهيرة ما تساقط منا ...
من صحبة وأهازيج وخبز .
حلم يقتات حلماً 
و(الكنطرة ) بعيدة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق