الذي يكتهل في مدينة باردة الأفواه ،
يهرب من جدرانها ، الأحياء الطافحون
وتحرق رؤوس موتاها ،
لتخمد ذاكرتهم ونسيانهم المغفور والرماد
ولا يجدون ما يقوتون به نهاراتهم السفلية
سوى بكاء وثني ،
يغوي الكثبان ونسور صفيقة تنبش
روائحهم المحمومة بالقلق وأكتافهم الهشة ،
فتغطيهم أسمالهم وأحراش تقاسموها عند الفجر .
كهنة صغار
صادتهم التعازيم
وقلائد المرجان الصخري
وطأتهم الغربان
واحتشدت بهم عند باب الغول ،
يطلبون ثأراً لم يتذكروا قرابينه
التمسوا الصبح
ليزرعوا أرحام أمهاتهم بالأسلاك والحنظل
تكتويهم لعنات أمراء ناموا
وعظام ترقوات صغيرة
يعتمرونها للخنادق والسراديب
يتركونها وراءهم
نياشين على صدر إبليس .
رهبان فقراء
يطوف بهم سلّ مدينتهم ،
تهيل خوفها الصغير على رئاتهم المستعرة
تطفئ أعقاب سجائرها في خذلانهم
فينصتون مراراً
لكل هذا العويل الرثّ
ويفسقون كثيراً
بأرباب المدن الممسوسة
فيها الوقت عين ثالثة للموت
يلهو بالقرب من بيوت (تنك) نُفخ فيها بالصُوْر ،
ونساء (طابوق) تنشب أظافرها
في كتب مقدسة لا تجيد ما كانوا يعلمون .
فعودوا لترابكم
جراد يحصدكم مرتين
وتخرج مدينتكم كاشفة رأسها وعريها
"اجعلني إذاً من العاقرات "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق