2011-10-22

لعنتي ....قصيدة


مختنقة بصوتي
ومسممة بدمي
وملعونة باسمي  
علامات العجز المبجل على ( أن تكون أنت بكم كاف من الأنا )
لمَ وجه السماء عصي على الفهم ؟
فكيف بوجهي ؟؟ لا أعرف أن أقوله بماء وفير فأحفظه ويحفظني
قررتُ أن أشبر لساني وأخصّله فيكفّ عن إهدار خساراتي
ثم أحصي كرياتي الرمادية في نقي عظامي فلا ينتخر
"ألم أقل لكِ لا أستطيع عدّ أصابعكِ ترتجف وتنحل وتتناسل مع الحروف "
لكن متى ينبت زغبي المشتعل بالأضلاع ؟؟
وتغادرني بيوض السلاحف  تحنط أقدامي بالانتظارات ، أتعبها
 خواء الطرق وفسحة الملل ، الملل يعبر الستائر و الملاءات و بياض العيون ، ويعوي
في سكون الوجع وأرق الليالي الشتوية ، يحرق كل البيوت الخشبية الصغيرة فيعبق الصندل
البربري فيّ ، يرعبني الشتاء الفائض بالنوافذ والحطب .
كنت قد شاركت روحي كل ما خدّرني  من غضب ....فأعادته عليّ ، تنزّ  قطعاناً مسبية 
وأمسيات لا تتسع لاثنين ...جاملتها مرة و امتهنت الغياب .
ثم تصالحتها ...بعد أن عبرنا الشتاء ورصاصة جليدية تخطئوني وتصيبها .
لكني مازلت
كل الأحيان
أقتطع قرفصائي وهذيان الموسيقى الفارسية وقصيدة
بلا جاذبية
أتخثر في غيمة وأغلب الظن في قارورة أكتنفتها هرولة البحر
وتلبستها رشاقة الرمل
أحاول أن أسمع صوتي المنحوت في قوقعة
ألقنه اسمي
ولا غير الثرثرة تعيدني لعتبتي فأنتحل فراغي من جديد
مختنقة الصمت
مسممة الأصابع
وملعونة القصيدة

2011-10-05

يوميات رجل أعمى



أحصى أقدامه عندما رَحَلتْه
مدينةٌ تجثو كالمرارة الأولى
والجثة الأخيرة
وبعض احتراق شاركه ريشه الطيني القديم
كلّل ثغره وميضٌ
خاطب أجداده النائمين بماء المسلات الخريفية
تهجّد كرسيه الخشبي قدّام بوابة مكسورة
المداخل وملعونة المخارج
فاعتلى أسماله وصحبه ومسّى على
الشوك يطويه وكل الأيادي
تصفح عنه نجسه الغريب
فقد لمّته الأرض بعباءتها الطهر
إلّاها ....مدينة
خذيه....
قايضي جدائله بوضوء وطفل يحترف
البلوغ على أكتاف المقابر والنساء
عاجليه ببكاء
واسم ينبت من مسام البحر
يرحل ...
وتبقى أحرف ملح على جدران موشومة
بالخوف والانطفاء
متى يصرخ ؟؟
يا دليل الحائرين والمنتشين بدماء النجمات على صدر الصمت
أين يذهب ؟؟
يا منارة الخاوين على عروشك معاندين عويلك
يرقصون وشتاءات عشق تفترشهم
وطِئته ولا سعف يغطي رأسه الفارغة 
تراب ينيمه فيقيح تراباً
اليوم ....
سيّج أجداده وبضع آلهة جرداء الخلود وعالماً سفليَ الجوع
وسِفر أبيه الأوحد وأمه ترشّ الدار بحليب جفّ فخاطت
ليلها وأثداءها وأجنتها وحلمه بسواد
ولم ينسَ شناشيل عشيقات تحجب العيون فتنسلّ عطور
الشراشف تلفّ لذّته وعنوستهنّ القادمة
جلب المدينة كلها على ظهره وأجلسها معهم
عاتبهم طويلاً
وزّع عليهم نهاراته خَثِرَة ً
 وعَمَاه مقسطاً
ومنحهم أمنية أخيرة ونبيذاً أخيراً
وفتح قلبه وكتبه وكفيه
وقبراً صغيراً
فنام .